عاصر الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف والده مدة خمس سنوات ، لتنتقل إليه مسؤولية الإمامة بعد وفاته في سنة 260 بعد الهجرة ومنذ ذلك الوقت بدأت السلطة تبحث عنه للقضاء عليه .
بعد أن عاش الإمام المهدي (عج) المخاطر بسبب مطاردة وملاحقة السلطات العباسية له ولأنصاره ، غاب عن الأنظار مدة سبعين عاماً عين خلالها أربعة سفراء شكلوا صلة وصل بينه وبين الناس ، وهم :
- عثمان بن سعيد العمري .
- محمد بن عثمان العمري .
- الحسين بن روح النوبختي .
- علي بن محمد السمري .
كان السفراء في هذه الفترة الزمنية حلقة الوصل بين الإمام المهدي (عج) وأتباعه ومحبيه وسُميت هذه الغيبة بالغيبة الصغرى ، وكان من أهم أهدافها :
ـ تهيئة أذهان الناس وتوعيتها لمفهوم الغيبة الكبرى وتعويدها تدريجياً على الإحتجاب لئلا يؤدي الغياب المفاجئ إلى الإنكار المطلق لوجود الإمام المهدي (عج).
ـ قيام السفارة برعاية شؤون القواعد الشعبية الموالية للإمام المهدي (عج) لمعالجة مشاكلها ورعاية مصالحها .
ـ حفظ حياة الإمام المهدي (عج) في ظل إصرار النظام الحاكم على اعتقاله أو قتله
وبعد وفاة السفير الرابع ظهر الإمام المهدي (عج) وأعلن عن غيبته الكبرى التي ستنتهي عندما يأذن الله تعالى له بالخروج ليملأ الأرض بالعدل بعدما ملئت بالظلم والجور .
قال النبي (ص) : " لو لم يبقَ من الدنيا إلا يومٌ لطوّله الله حتى يلي أمر أمتي رجلٌ من أهل بيتي ".
فالعدل على هذه الأرض سيتحقق حتماً على يدي هذا الإنسان العظيم الذي أدخره الله تعالى ليوم السلام العالمي الموعود .
حول الدرس :
قال النبي محمد (ص) : " المهدي من ولدي ، إسمه إسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خَلقَاً وخُلُقاً، تكون له غيبةٌ وحيرة ، تضل فيه الأمم ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ".
وقال النبي محمد (ص) : " لو لم يبقَ من الدنيا إلا يومٌ لطوّله الله حتى يلي أمر أمتي رجلٌ من أهل بيتي ".
قال النبي محمد (ص) : " الأئمة من بعدي إثنا عشر أولهم أنت يا علي ، وآخرهم القائم الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها ".